تعد الرسالة الإعلامية عنصراً أساسياً في الممارسة الاتصالية، فهي محط اهتمام من الأكاديميين والممارسين في المؤسسات الإعلامية، حيث أصبحت الآن في ظل التحول الرقمي صناعة متعددة المداخل من خلال الوسائط والأساليب الحديثة عبر الإنتاج المرئي والمسموع والمقروء، والصور والفنون، فمن السهل على أي شخص أن يقوم بصناعة محتوى معين، ولكن من الصعب أن يكون هذا المحتوى معبراً بحيث يعطي المعنى الحقيقي للهدف المطلوب، وقد تطورت صناعة المحتوى مع بروز الإعلام الرقمي، ودخل محيط الممارسة من هم خارج إطار هذه المؤسسات، وظهر ما أطلق على تسميتهم (المؤثرون)، وأصبحوا يقومون بدور فاعل في إنتاج المضمون ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويشكلون قوة للدول والمجتمعات والثقافات التي يعبرون عنها، ويرسمون صورتها الذهنية ويساهمون في تشكيل الرأي العام.
كان تأثير هذا الواقع واضحاً على وسائل الإعلام التقليدية حيث أعادت بناء هياكلها، واندمجت وتكاملت مع الإعلام الرقمي، وأنشأت مواقع إلكترونية وحسابات على منصات التواصل الاجتماعي تابعة لها، وبات الإعلام التقليدي يتناول الكثير من القضايا التي يطرحها الإعلام الجديد ويأخذ منه باعتباره مصدراً للأخبار، كما يقوم الإعلام الجديد بمناقشة القضايا التي يتناولها الإعلام التقليدي.
لأهمية هذا الموضوع فإن الجامعة القاسمية تطرح إشكاليات التكامل والتنافس بين الإعلام المؤسسي الذي يحتكم إلى مهنية الممارسة، ومحتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي تنتجه صحافة الفرد من أجل الوصول إلى مرئيات ترتكز على نتائج علمية من شأنها التأطير الأمثل بين النمطين عبر المؤتمر العلمي الدولي: بعنوان صناعة المحتوى بين الإعلام المؤسسي ووسائل التواصل الاجتماعي (إشكاليات التكامل والتنافس)
يأتي هذا المؤتمر بالتعاون مع وكالة الأنباء الإماراتية (وام) بوصفها الكيان الإعلامي الخبري المعرفي الأكبر الذي يعبر عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأمل الجامعة القاسمية ووكالة الأنباء الإماراتية (وام) من الأكاديميين والممارسين والمؤسسات الإعلامية داخل دولة الإمارات وخارجها المشاركة بالبحوث العلمية التي تتناول تلك القضايا وتعرض التجارب في الممارسة الاتصالية