البيان الختامي لمؤتمر الجامعة القاسميّة الدولي الأول بعنوان: رقمنة المخطوطات الأصليّة: الواقع والمأمول


سعادة الفاضل الأستاذ جمال الطريفي رئيس الجامعة القاسميّة الموقّر
سعادة الفاضل الأستاذ الدكتور​ عوّاد الخلف مدير الجامعة القاسميّة الموقّر
أصحاب السعادة والفضيلة نواب مدير الجامعة وعمداءَها ورؤساءَ الأقسام فيها
الزميلات الفُضليات والزملاء الكرام أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإداريّة
ضيوفنا الأكارم ... حضورنا الأعزاء ... بناتنا الطالبات وأبناءنا الطلاب

 
السلام عليكم ما خَطّت اليدُ في كتاب، ورحمة الله علينا وعليكم ما وعت العقول الخطاب، وبركاته على الأنقياء الأصفياء الأوفياء للحرف وللورق وللكتاب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم، ومربحا لنا بكم، والحمد لله الذي باسمه تتمّ الصالحات، وهذا المؤتمر من أهمّ الأعمال الصالحات، والصلاة والسلام على نبيّه المبعوث بكلمة "اقرأ" بالحرف العربيّ بالسور والآيات، وبعد؛

فبرعاية عزيزة أثيرة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسميّ عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة وحكيمها، ومؤسّس الجامعة القاسميّة، عُقِد في الجامعة القاسميّة بالشارقة حفظ الله بانيها، وأدامَ نعمة العلم الأصيل في مغانيها ومبانيها مؤتمر الجامعة القاسميّة الدوليّ الأوّل للمخطوطات بعنوان: "رقمنة المخطوطات الأصليّة: الواقع والمأمول" في اليوم الثاني والعشرين من شهر مارس لسنة اثنتين وعشرين وألفين للميلاد بطريقة الحضور التفاعليّ المدمج التي تجمع بين حضور العلماء الراسخين في مجال المخطوطات وعلومها وفنونها، أو التشرّف بالاستمتاع بالاستماع إليهم عن بُعد في المكان وقُرب من العقل والوجدان.

وقد تنادى إلى هذا المؤتمر الدوليّ العلميّ المهمّ العلماء والباحثون من عشرات الدول الشقيقة والصديقة، والمؤسّسات العلميّة المتنوّعة التي اجتمعت في رحاب الجامعة القاسميّة الطاهرة، في دولة الإمارات العربية المتحدة العامرة للبحث في رقمنة المخطوطات الأصليّة بين الواقع والمأمول في سبق علميّ يدلّ على رؤية استشرافيّة صادقة، تعرف أنَّنا إذا أردنا للمخطوطات أن تبقى حيّة بيننا؛ فإنّه ينبغي علينا العملُ على صيانتها وحمايتها وحفظها من الضياع والعبث؛ ولن يكون ذلك بإبقائها حبيسة الخزائن والرفوف فحسب، بل باستنساخها رقميّا وحاسوبيّا لتبقى بين أهلها وديعة آمنة لا تصل إليها كارثة آثمة.

وقد استشارت لجنة التوصيات الزميلات والزملاء الباحثين في أهمّ التوصيات والنتائج التي انتهى إليها المؤتمر، فكانت هذه التوصيات والنتائج:

أوّلا: التشرّف برفع رسالة شُكر وتقدير إلى حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسميّ حفظه الله على عنايته الموصولة بالمخطوطات بأحدث الوسائل والأساليب، وعلى بنائه دار المخطوطات الإسلاميّة في الجامعة القاسميّة، وتزويدها بالمخطوطات النفيسة من مجموعته الخاصّة؛ إضافة إلى ما لمسه كلّ المشاركين والمشاركات من مستوى علميّ رفيع مزدهر في بيئة علميّة ثقافيّة زاهية زاهرة حتى صارت الشارقة تستحق أن توصف بأنَّها المدينة الصديقة للمخطوط الحانية عليه الحافظة له؛ لأنّها من أهمّ المدن السادنة للمخطوطات في العالم.
ثانيا: الدعوة إلى ضرورة فهرسة التراث المخطوط فهرسة علميّة صحيحة برقم معياريّ دولي لا يتكرّر مَهما استُنسِخ؛ لأنَّ رقم المخطوط هُوية معرفيّة له.
ثالثا: تحويل المخطوطات الأصليّة إلى مخطوطات رقميّة محوسبة باستعمال أحدث الوسائل والأدوات؛ لتكون النسخة الرقميّة منها سند أمان للمخطوط، على أن تُحفظ النسخ الرقميّة في أماكن مأمونة تشرف عليها كلّ دولة، ولا بأس بأن تكون مؤسسة عربية من مؤسسات جامعة الدول العربيّة كمعهد المخطوطات العربية مثلا بنكًا إيداعيّا للمخطوط الرقميّ؛ لأنّ البنك الإيداعيّ الوطنيّ أو الدوليّ للمخطوطات المرقمنة ضرورة علمية مهمة لحفظها من عاديات الزمن.
رابعا: الدعوة إلى التفكير في ضوابط قانونيّة وأخلاقيّة تنظّم عملية الوصول الحرّ للمخطوطات المرقمنة من غير اعتداء على حقوق الملكية الفكرية.
خامسا: شكر دولة الإمارات العربيّة المتحدة على جهودها الوطنيّة والعربيّة والعالميّة في حفظ التراث المخطوط وصيانته ورقمنته.
سادسًا: ضرورة إفادة المؤسّسات المهتمة بالمخطوطات من تجارب بعضها بعضا في رقمنة المخطوطات حتى تصبح الرقمنة جزءا أساسا من عملها واهتمامها.
سابعا: تأكيد الحاجة إلى تنظيم جهود تحويل المخطوط إلى كتاب علميّ محقّق؛ لئلا تتعدّد الجهود من غير فائدة، مع الدعوة إلى إقامة مسابقة سنويّة لأفضل كتاب عربيّ محقّق؛ لأنَّ المخطوطات العربيّة تكاد تكون هي الأكثر في العالم.
 
وبعد البَعد؛
فأنتم على وعدٍ أن تهديَ الجامعة القاسميّة والشارقة العاصمة العالمية للكتاب أن تهدي إليكم خاصة ولسائر الباحثين والمهتمين عامة كتابًا جميلا أنيقا يجمع بين دَفتيه أوراقكم العلمية مدقّقة محرّرة؛ ليكون مرجعًا علميًّا لكلّ المهتمين بالمخطوطات، تشرق فيه الجامعة القاسميّة من الشارقة بخطاب العلم والمحبة والاعتدال والوفاء للتراث التليد والتطلع للمستقبل المشرق المجيد.
والحمد لله الذي باسمه تمّت الصالحات
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛