الحمد لله الذي أفاض على عباده المِنّة، بأن شرع لهم الأحكام صيانةً لهم وجُنَّةَ، ووقايةً لهم من كيد الشيطان وفنه، وأصلي وأسلم على معلم الناس السُنّة، سيد الخلق محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
يقول الإمام الشافعي: "مَن حَفِظَ القُرآنَ عَظُمَت حُرمَتَهُ، ومَن طَلَبَ الفِقهَ نَبُلَ قَدرُهُ، ومَن عَرَفَ الحَدِيثَ قَوِيَت حُجَّتُهُ، ومَن نَظَرَ فِي النَّحوِ رَقَّ طَبعُهُ، ومَن لَم يَصُن نَفسَهُ لَم يَصُنهُ العِلمُ".
إنها كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، حوَت كل هذا وزيادة؛ فحظيت بتلكم المكانة المتميزة بين سائر كليات الجامعة؛ فجذورها الأصالة، وغصونها المعاصرة، وثمارها الوسطية، لا تنفك عن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور/ سلطان بن محمد القاسمي- حفظه الله ورعاه، حين أكّد أن الجامعة القاسمية عمادها العربية ودُرّةُ تاجِها القرآن الكريم.
فمرحبًا بطلبة العلم من شتى بقاع المعمورة؛ فنحن نلقاكم بوصية رسول الله r، حيث قال: "سيَأتيكم أقوامٌ يطلُبونَ العلْمِ، فإذا رأَيْتُموهم، فقولوا لهم: مَرْحبًا مَرْحبًا بوصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأقْنُوهم (أي عَلِّموهم)".
فَلْتقتدوا بهَدْي نبيكم، فإنه أفضل الهَدْي، ولتستنوا بسنته، فإنها أهدى السُّنن، ولتتعلّموا القرآن فإنه أحسن الحديث.
فرسالتنا تقع بين أهمية العلم وشرفه، وبين تحصيله وعاقبته؛ فأفضل ما اكتسبته النفوس، وحصلته القلوب، ونال به العبدُ الرِّفعةَ في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان، يقول تعالى: "يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (المجادلة: 11).
تلك رؤيتنا وهذه رسالتنا.