بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام دينا وهدانا إليه وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على المبعوث بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فأوضح الدلالة وأزال الجهالة، محمد سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين يوم القيامة، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وأصحابه المصطفين الأخيار، وبعد،،،
فإنَّ كليةَ الشريعةِ والدراساتِ الإسلامية أوَّلُ كلية يتم إنشاؤها من بين كليات الجامعة عام 1435هـ الموافق 2014 م، وذلك بموجب مرسومٍ أميريِّ أصدره صاحبُ السمو الشيخ الدكتور/ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة حفظه الله ورعاه، برقم (2) لسنة 2013 م لتكونَ منارةً للتميٌّز في التعليم العالي والبحثِ العلميِّ في مجالِ علومِ الشريعةِ والدراساتِ الإسلامية، على أساسٍ من الوسطية والاعتدال، منفتحةً على العالم أجمع، ولتكون إحدى قلاع العلم والمعرفة في إمارة الشارقة متخذةً من الأصالةِ والمعاصَرَة أساساً ونبراساً تسيرُ عليه، وهي في سبيل ذلك تعمل على إكساب الطلبة العديد من المعارف والمهارات في حقول الشريعة وأوعيتها المختلفة، بحيث تكون مخرجاتها التعليمية قادرةً على المنافسة في سوق العمل بشكلٍ فعالٍ، على المستوى الإقليميِّ، والعالميِّ، سواء في مجال القضاء الشرعيِّ، أو التدريسِ، أو البحثِ العلميِّ، أو الوعظِ والخطابةِ، أو العملِ في المصارفِ الإسلاميةِ، أو الإرشادِ الأُسريِّ، وغيرِ ذلك من الأعمال التي تلتحم بهذا التخصص، من خلال مجموعةٍ من الأساتذةِ في شتى التخصصاتِ الشرعيةِ، تم انتقاؤهم بعنايةٍ، ليقوموا على صياغةِ عقولِ طلبتنا، بشكلٍ منهجيِّ وسطيِّ، يخدم رؤيةَ الكليةِ ورسالتَها وأهدافَها.
وفي سبيلِ الحرصِ على تحقيق رؤيةَ مؤسِّس الجامعة، صاحبِ السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، قامت الجامعةُ بإبرام العديد من اتفاقات التعاون مع العديد من الجامعات العلمية الرصينة ذات السمعة الطيبة وذلك من أجل خلق حالة من الحراك العلمي والمنافسة بينها وبين تلك الجامعات للإفادة من الخبرات الإنسانية في مجال تدريس العلوم الشرعية لأبنائنا الطلبة.
وانطلاقاً من كون الكلية معقلاً للفكر الإنساني في أرفع مستوياته، ومصدراً للاستثمار وتنمية أهم ثروات المجتمع وأغلاها وهي الثروة البشرية؛ فإنَّ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قد وضعت خطةً للتطوير والابتكار والإبداع في مقرراتها تعتمد على استراتيجيات التعليم والتعلم في أحدث صورها، بما يخدم رؤيةَ الكلية ورسالتها وأهدافها، كما تجمع مساقات الكلية بين الجانب النظري الأكاديمي، والجانب العملي التطبيقي من أجل إكساب الطلبة المهارات العملية المتصلة بالبرامج التي يدرسونها.
كما قامت الكليةُ بتطويرِ برنامجِ الشريعةِ والدراساتِ الإسلاميةِ الذي وُضِعَ في أول الأمر، ليصبحَ برنامجين: أحدهما: في الفقه وأصوله، والثاني: في أصول الدين، وتمكَّنت الكليةُ من الحصول على الاعتماد الخاص الأولي للبرنامجين السابقين اعتباراً من شهر إبريل من العام الأكاديمي 2023/2024م ولمدة خمس سنوات
ولا تألو الكلية جهداً في الأخذ بكل وسائل التحديث والتطوير في إدارة عملية التعليم والتعلم، ليكون طلابها على أعلى مستوى من التمكُّن العلمي، والمعرفي، والمهاري، بما يؤهلهم لأن يكونوا سفراءَ للجامعة القاسمية في حمل رسالة الإسلام السمح المستنير المعتدل إلى الدنيا كلها، بلا إفراط، ولا تفريط.
والكلية في سبيل تحقيق أهدافها التي تسعى إليها، فإنها تسير بخطى واعية ووثَّابة نحو الأفضل والأكمل لتكون مصدرَ إشعاعٍ علميٍّ، ومعرفيٍّ، وثقافيٍّ لطلابها، بحيث يكونون دعاةَ خير، ينيرون دروبَ الحيارى إلى طريق الحقِّ وصراطِهِ المستقيم، آخذةً من نظام جودة التعليم منهجاً ونبراساً، في ضوء تعليمات مفوضية الاعتماد الأكاديمي بدولة الإمارات العربية المتحدة، من أجل تخريج دعاة من شتى بلاد العالم، قادرين على مواكبة العصر والتعاطي مع أدواته ومنجزاته.
وتوجد بالجامعة القاسمية مكتبةٌ ضخمةٌ تضم العديدَ من المراجع الأصيلة والمعاصرة في التخصصات الشرعية بمختلف فروعها وفنونها، فضلاً عن اشتراكها في العديد من قواعد البيانات العالمية، الأمر الذي يعمل على توفير بيئة بحثية مناسبةٍ لطلاب الكلية في كافة التخصصات الشرعية تساعد على الارتقاء بمنظومة البحث العلمي المبتكر بانتظامٍ واضطرادٍ على النحو المنشود.
كما تحرصُ الكليةٌ دائماً على التواصل مع خريجيها، ومتابعةِ حالاتِهم في بلادهم المختلفة وما وصلوا إليه على المستوى المهني، والأكاديمي، وتستطلع آراءَ أرباب العمل بشأنهم، للحصول على التغذية الراجعة التي تفيد في تطوير المدخلاتِ التعليميةِ أولاً بأول.